البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله، بمناسبة اختتام الأنشطة العلمية والدينية المنظمة من قبل مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام عن بعد

البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله، بمناسبة اختتام الأنشطة العلمية والدينية المنظمة من قبل مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام عن بعد، بتنسيق مع رئاسة جامعة السلطان مولاي سليمان وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، تخليدا للذكرى الفضية الخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير ضد الاستعمار الإسباني في الصحراء المغربية عام 1970م بالعيون

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرة أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين

وسبط رسول الله رب العالمين، جلالة الملك مولانا محمد السادس

أعز الله بكم الوطن والدين، وأعلى بكم شأن الإسلام والمسلمين

السلام على جنابكم العالي الشريف،ومقامكم السامي المنيف، ورحمته تعالى وبركاته.

يتشرف خديم الأعتاب الشريفة، رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، وخادم الطريقة البصيرية بزاوية جده الشيخ سيدي إبراهيم البصير، أن يرفع إلى مقامكم العالي – أسماه الله-  أخلص عبارات الطاعة والولاء، وأصدق مشاعر المحبة والإخلاص والوفاء، أصالة عن نفسه ونيابة عن مريدي الطريقة البصيرية وأعضاء المؤسسة، وجميع المشاركين في أعمال هذه الذكرى عن بعد من داخل المغرب وخارجه من البلدان العربية والإفريقية والآسيوية والأروبية، بمناسبة اختتام أشغالها، والتي نظمتها مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، بتنسيق مع رئاسة جامعة السلطان مولاي سليمان وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، والتي خلدت هذه السنة الذكرى الفضية الخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير،يوم الأربعاء 25 شوال 1441هـ موافق 17يونيه 2020م بمقر الزاوية البصيرية ببني اعياط، عبر المباشر على موقع وصفحة وقناة الطريقة البصيرية تحت شعار:

تعبئة ومواصلة الجهود لكشف مصير زعيم انتفاضة الصحراء المغربية المفقود سيدي محمد بصير”.

مولاي أمير المؤمنين،

 إن العلماء والشيوخ والأكاديميين والباحثين المشاركين في هذه الذكرى الفضية الخمسين، ناقشوا على مدى يوم كامل، وخلال ندوة ومحاضرات علمية ولقاءات صحفية وأمسية دينية عن بعد، محاور عدة، اتصلت أولا بصاحب الذكرى المجاهد المغربي سيدي محمد بصير، حيث تم إلقاء عروض ومواضيع تطرقت إلىى حقائق عن وطنيته ومغربيته يجهلها البوليزاريو وأتباعهم أو يتجاهلوها، وتفاصيل الذكريات المجيدة لانتفاضته، وتم تقديم شهادات وطنية حول النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية منذ انتفاضة 1970 إلى أيامنا هذه، علاوة على الحديث عن جديد قضية اختفائه القسري، الذي تعرض له وهو يقاوم الاستعمار الإسباني بالصحراء المغربية، قبل خمسين سنة مضت، مشيدين بموصول كريم عناية جلالتكم السامية بقضيته، ومتابعتكم لتفاصيل قضية اختفائه القسري عن كثب، ودعمكم لعشيرة آل البصير، التي لاتزال تتابع قضية فقيد الوطن بجدية، فلولا رعايتكم السامية لهذا الموضوع طيلة السنين الماضية، ماكنا لنحصل النتائج التي حصلناها بتجاوب الدولة الإسبانية واعترافها الضمني بالمقاوم المغربي سيدي محمد بصير وحركته الوطنية التي أسسها لمناهضة الاستعمار في الجنوب المغربي. وبذلكم فانتفاضته وقضية الاختفاء القسري الذي تعرض له لاشأن لهما بالانفصاليين وخصوم الوحدة الترابية، ولا شأن لهم بهما.

وفي هذا الجانب يامولاي، قدم العديد من الأساتذة المتدخلين شهاداتهم الحية حول تزوير خصوم الوحدة الترابية لتاريخ الصحراء المغربية ككل، وكأنهم أول من وجد فيها، وأكدوا بأن أجدادنا رحمهم الله قرروا مصيرهم منذ زمن غابر في التاريخ، وبأن الصحراء كانت ولازالت تحت السيادة المغربية، وساهمت كغيرها من المناطق المغربية في صنع تاريخ المملكة المغربية، كما أثبتوا بما لايدع مجالا للشك بأن الصحراء المغربية والصحراويين لم يجنوا من وراء المطالبة بالانفصال وتقرير المصير إلا الويلات العديدة التي تتاجر بها القيادات في مخيمات اللجوء، وانتهوا إلى أن حرمة الوطن ووحدة ترابه مقصد كلي في الدين.

سيدي أعزكم الله،

وإلى جانب هذه التيمة المحورية، ركز بعض السادة الشيوخ على موضوع حقوق الجوار والأخوة في الإسلام، وتوجهوا بكلامهم إلى المواطنين الصالحين في الشقيقتين المغرب والجزائر، والمراهنة على النخب المثقفة في البلدين من أجل إذابة جليد سوء الفهم الذي يلف علاقات الأخوة والمحبة بين البلدين نتيجة اختلاق مشكل الصحراء المغربية الذي أصبح يثقل كاهل البلدين الجارين.

مولاي أمير المؤمنين،

ولم يفت المشاركين الإشادة بتعاملكم الحازم والذكي مع كارثة الوباء، حيث جنبتم شعبكم وبلدكم ما تعرضت له كبريات الدول في هذا الجانب، بل إن الاحتياطات الاحترازية التي أمرتم باتخاذها نالت بحق ثناء القاصي والداني والخاص والعام، بل ثناء العالم أجمع، وفي هذا المقام تضرع الجميع إلى الله عز وجل أن يرفع الوباء والبلاء والبلواء الخارج من الأرض والنازل من السماء في القريب العاجل، وأن يحفظ بلدنا والإنسانية جمعاء من عطبه وبأسه، وبارك الجميع بالمناسبة كل ما ترسمونه من سبل لخدمة الدين الحنيف في بلدنا الأمين، وما تضعونه من خطط لبناء هذه الأمة ووحدتها ورقيها، معتبرين أنفسهم جنودا مجندين لخدمة الأهداف الكبرى التي تعملون لتحقيقها. وعاهدوا الله تعالى على السير وراء جلالتكم بكل حزم وعزم.

حفظكم الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، ونصركم نصرا عزيزا مؤبدا، وأدامكم في صحة وعافية شاملة، حاميا للملة والدين، وأقر عين جلالتكم بولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأنبته نباتا حسنا في عزكم ورفعتكم، وشد أزر جلالتكم بشقيقكم السعيد صاحب السمو الملكي الأمير المولى رشيد، وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأمطر شآبيب الرحمة والغفران على روح الملكين العظيمين صاحب الجلالة الملك محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة الملك الحسن الثاني، وجعلهما في مقعد صدق مع من أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا،إنه سميع مجيب.

والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.

وحرر بالزاوية البصيرية ببني عياط، إقليم أزيلال يومه الأربعاء 25 شوال 1441هـ موافق 17يونيه 2020م

خديم الأعتاب الشريفة

رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام

إسماعيل بصير

 

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *