البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله، بمناسبة اختتام الأنشطة الإشعاعية المنظمة من قبل مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، بمناسبة تخليد الذكرى الواحدة والخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير ضد الاستعمار الإسباني في الصحراء المغربية
البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله، بمناسبة اختتام الأنشطة الإشعاعية المنظمة من قبل مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، بمناسبة تخليد الذكرى الواحدة والخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير ضد الاستعمار الإسباني في الصحراء المغربية
بسم الله الرحمن الرحيم حضرة أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين وسبط رسول الله رب العالمين،
جلالة الملك مولانا محمد السادس أدام الله عزكم وخلد في الصالحات ذكركم
السلام على جنابكم الشريف ومقامكم العالي المنيف ورحمته تعالى وبركاتهيتشرف خديم الأعتاب الشريفة، رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام وخادم الطريقة البصيرية بزاوية جده الشيخ سيدي إبراهيم البصير، أن يرفع إلى مقامكم العالي -أسماه الله- أخلص عبارات الطاعة والولاء، وأصدق مشاعر المحبة والإخلاص والوفاء، أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة أعضاء المؤسسة ومريدي الطريقة، وجميع المشاركين، بمناسبة اختتام فعاليات الأنشطة الإشعاعية التي نظمتها مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، تخليدا للذكرى الواحدة والخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير، بتاريخ 05 ذي القعدة 1442هـ موافق 16 يونيه 2021م بقاعة قصر المؤتمرات بالعيون، تحت شعار:”الاختفاء القسري للمناضل محمد بصير يسائل إنسانية الدولة الإسبانية”.
مولاي أمير المؤمنين،
إن العلماء والأكاديميين والباحثين المشاركين في هذه الأنشطة الإشعاعية، استفتحوا أنشطتهم بالوقوف على المكان الذي تمت به انتفاضة المقاوم المغربي سيدي محمد بصير سنة 1970م ضد الاستعمار الإسباني بالعيون، وتم وضع بعض وثائقه الشخصية في متحف المقاومة، وتسمية مكان الانتفاضة والمتحف وبعض المؤسسات باسمه في هذه المدينة المناضلة، إحياء لذكراه وعرفانا لجهاده الوطني وتضحياته ضد الاستعمار الإسباني، نظرا لما ترمز إليه هذه الأعمال من دلالات وعبر ومواقف عن وحدوية هذا المناضل المغربي الشريف. ولما ستغرسه من قيم وطنية في نفوس الأجيال الناشئة، كما تم بهذه المناسبة عرض ومناقشة شريط وثائقي من إعداد مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام بتنسيق مع قناة ميدي1 تيفي بعنوان: “القصة الحقيقية لأيقونة المقاومة في الصحراء المغربية محمد بصير” الذي كشفت أحداثه ووثائقه التي ناقشها عدد من الأكاديميين والمحللين والحقوقيين بطلان وزيف مزاعم أعداء الوحدة الترابية الذين يرمون هذا المناضل الفذ بوصمة الانفصال زورا وبهتانا وبدون دليل.
سيدي أعزكم الله،
واستحضر المشاركون بقوة وهم يخلدون ذكرى الفقيد المناضل سيدي محمد بصير هذه السنة، الأحداث الجوهرية التي تعرفها العلاقات المغربية الإسبانية هذه الأيام، والتي أكدت بالملموس النية المبيتة للجارة الشمالية للمناورة في كل ما له صلة بالصحراء المغربية، ومن ثَمَّ الإضرار بالمصالح الاستراتيجية للمملكة المغربية. وكان الأولى بها أن تكون من أوائل المعترفين بمغربية الصحراء، خاصة أنها أول من استعمر الصحراء، وتعلم علم اليقين أنها كانت دوما تحت السيادة المغربية، وأن تاريخ المنطقة يخلو نهائيا من وجود دولة تسمى الدولة الصحراوية.
مولاي صاحب الجلالة،
وتوقف بعض المتدخلين بعمق وتفصيل عند ادعاء الدولة الإسبانية في بعض من أجوبتها، أنها استقبلت زعيم عصابة البوليزاريو لاعتبارات إنسانية محضة، وتساءلوا كيف تستحضر الدولة الإسبانية الطابع الإنساني والعطف في التعامل مع عميلها، وتغيبه في الكشف عن مصير المناضل محمد بصير، الذي قاومها وأشهر في وجهها كل أساليب النضال، وأبطل مخططاتها بأن تجعل من الصحراء المغربية مقاطعة إسبانية تابعة لها في جنوب المغرب، تماما كما فعلوا بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين بشمال المغرب.
سيدي أعزكم الله،
وأكدت الأسرة البصيرية أن الاختفاء القسري لفقيدها يسائل إنسانية الدولة الإسبانية في العمق، حيث قامت سلطاتها الاستعمارية سنة 1970م باعتقاله بالعيون، والتحقيق معه وسجنه وتعذيبه، وإخفائه قسريا، وإخفاء الأرشيف المتعلق به، فمنذئذ لم يعرف مصيره رغم المحاولات الكثيرة لمطالبة الإسبان بالكشف عن مصيره، ورغم طول المدة لم يتعامل الجانب الإسباني مع هذه القضية الخطيرة بالإنسانية المطلوبة. بل إن إسبانيا قامت بمنع أفراد من عائلة المناضل من حق الحصول على تأشيرة شينغن، وقد هموا برفع دعوى قضائية للمطالبة بالكشف عن مصيره بالديار الإسبانية عدة مرات، وأكدت الأسرة البصيرية بأنها ستواصل سلك كل السبل التي يكفلها لها القانون للكشف عن مصير الزعيم المفقود، سواء في المغرب أم في إسبانيا أم على الصعيد الدولي، وأنها ستستمر في كشف صورة حقوق الإنسان التي تتخفى وراءها الدولة الإسبانية وترفع شعارها باطلا وزورا.
مولاي صاحب الجلالة،
و دعا بعض المشاركين في المقابل إلى النبش في الذاكرة الإسبانية وإعادة كتابة التاريخ الإسباني الحقيقي، خاصة أن شبح عشرات الآلاف من المفقودين وضحايا التعذيب لازال يسكن إسبانيا، حيث خلفت أحداث القمع الدامي، والتعذيب والإعدامات التعسفية وتهمة الانتماء للحزب الشيوعي أكثر من مليون قتيل ومفقود، وأن العدالة في إسبانيا ولحد الساعة ترفض طلبات الضحايا، وتقصي القضاة النزهاء من النظر في أمثال هذه الملفات، وتمكن للجلادين الذين يعيشون بين الناس بشكل طبيعي، مستفيدين من قانون العفو، وأن مجموعة العمل الأممية للاختفاءات القسرية تؤكد غيابا شبه تام في التعامل معها من قبل الدولة الإسبانية في هذا الموضوع.وبالمناسبة لم يفت كل المشاركين التنويه بما قمتم به من خطوات جبارة منذ اعتلائكم العرش بسن العديد من القوانين التي تهدف بالأساس إلى استعادة الذاكرة وترميمها درءا لأعطاب الماضي، وتأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة، التي شملتموها بعنايتكم الفائقة للنبش في الذاكرة وضمان حقوق المواطنين. ولم تكن بفضل الله للمملكة المغربية أية عقدة مع الماضي.واعترف المشاركون بموصول كريم عنايتكم لذكرى المقاوم الوطني سيدي محمد بصير، ومتابعتكم لقضية اختفائه القسري عن كثب، ودعمكم لعشيرة آل البصير، التي لا تزال تتابع قضية فقيدها بجدية، وباركوا خطوات جلالتكم السديدة ومواقفكم الحكيمة الحميدة، وديبلوماسيتكم الرشيدة التي اتخذتموها لإيقاف المخططات الكيدية المتعددة، وكسب الرهان على أكثر من صعيد.
مولاي أمير المؤمنين،
إن المشاركين في فعاليات هذه الذكرى، ومن منطلق وعيهم بالتحديات الكبرى التي تستهدف الوطن في وحدته، وفي تماسك مكوناته ليؤكدون تعبئتهم الكاملة وراء سديد نظركم لتقوية معاني الترابط التي تجمع المغاربة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وراء ولي أمرهم ضامن اجتماعهم ورمز وحدتهم، اصطفافا يرونه جزءا من مقتضيات البيعة التي تجمعهم بكم، وأكدوا أن الأحداث الحالية وتكالب بعض الدول على معاداتنا العلنية في وحدتنا الترابية، لن يزيدهم إلا قوة واتحادا وثباتا في الدفاع عن الصحراء المغربية في كافة المحافل والمناسبات، وأن عصابة البوليزاريو لا تمثل المواطنين الصحراويين الأحرار في شيء، وإنما تمثل نفسها فقط.حفظكم الله مولانا الإمام بما حفظ به الذكر الحكيم، ونصركم نصرا عزيزا مؤبدا، وأدامكم في صحة وعافية شاملة، حاميا للملة والدين، وأقر عين جلالتكم بولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأنبته نباتا حسنا في عزكم ورفعتكم، وشد أزر جلالتكم بشقيقكم السعيد صاحب السمو الملكي الأمير المولى رشيد، وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأمطر شآبيب الرحمة والغفران على روح الملكين العظيمين صاحب الجلالة الملك محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة الملك الحسن الثاني، وجعلهما في مقعد صدق مع من أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، إنه سميع مجيب.والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.
وحرر بالعيون يومه الأربعاء 05 ذي القعدة 1442هـ موافق 16 يونيه 2021م
خديم الأعتاب الشريفة رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام إسماعيل بصير